الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسلم لا يسوغ له أن يترك الصلاة في الجماعة بسبب سوء تعامل المسؤولين عن المسجد، فعليك أن تواظب على الصلاة في الجماعة، فإن أمكنك نصح الناس وتنبيههم على ما هم فيه من الأخطاء فهذا أفضل، وإن لم يمكن لك ذلك فلا تجعل هذا الأمر سببا لترك الصلاة في الجماعة، فقد ذكر أهل العلم أن الحق لا يترك لأجل وقوع الباطل من بعض الناس، وأنه لا بد من الصلاة في الجماعة واحتجوا لذلك بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من إتيانه للمسجد الحرام قبل الهجرة والصلاة عنده مع وجود الأصنام هناك، فقد قال العلامة محمد عالي بن عبد الودود:
لا يترك الحق لأجل باطل * من فاسق في دينه مماطل
فأت المساجد وزر لا تدع * لما ترى في ذي وذي من بدع
فالحق للباطل ليس يترك * وإن أردت مدركا فالمدرك
لذا مجيء سيد الأنام * للبيت مع ما ثم من أصنام
واعز لعز الدين والكفاف * في شرحه فيه لك الكفاف
وننبه إلى أنه ينبغي أن تحث المسلمين على عمارة المسجد الذي أسسه الإخوة الأتراك وعدم تركه مهجورا، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 26584، 32648، 34577، 70763.
والله أعلم.