الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الظاهر أن ملك الموت الموكل بقبض أرواح الناس هو الذي يقبض أرواح المخلوقات الأخرى، جاء في موسوعة المؤلفات العلمية لأئمة الدعوة النجدية: هذه مسائل نقلها الشيخ حمد بن ناصر بن عثمان من أجوبة لابن حجر الهيتمي، مسألة هل ملك الموت يقبض أرواح الحيوانات كلها أو ما يقبض إلا أرواح بني آدم فقط؟ وأين مستقر الأرواح بعد قبضها؟ الجواب الذي دلت عليه الأحاديث أن ملك الموت يقبض أرواح الحيوانات من بني آدم وغيرهم، من ذلك قوله مخاطبا لنبينا صلى الله عليه وسلم: والله يا محمد لو أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت حتى يكون الله هو الآمر بقبضها. قال القرطبي: وفي هذا الخبر ما يدل على أن ملك الموت هو الموكل بقبض كل ذي روح، وأن تصرفه كله بأمر الله، ومن ذلك ما في خبر الإسراء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن نفسه: فقلت: يا ملك الموت فكيف تقدر على قبض أرواح من في الأرض برها وبحرها؟ الحديث. وذكر أبو نعيم عن ثابت البناني قال: الليل والنهار أربع وعشرون ساعة ليس منها ساعة تأتي على ذي روح إلا وملك الموت قائم عليها، فإن أمر بقبضها قبضها وإلا ذهب. قال القرطبي: وهذا عام في كل ذي روح، ومن ثم لما سئل مالك رحمه الله عن البراغيث أن ملك الموت هل يقبض أرواحها؟ أطرق مليا ثم قال: ألها نفس؟ قيل: نعم، قال: ملك الموت يقبض أرواحها: الله يتوفى الأنفس حين موتها... انتهى. وقد قال الطحاوي في عقيدته المشهورة: ... ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين.... انتهى. والعالمون كل من سوى الله تعالى.
والله أعلم.