الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع من هذا الاستدلال فإن العرب تعبر عن مس الجن بالجنون، جاء في لسان العرب: والمس الجنون، ورجل ممسوس به مس من الجنون. وقوله تعالى: مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيد. أي جنون كما في تفسير البغوي والخازن وغيرهما من كتب التفسير.
وعلى هذا فالآيات المذكورة تدل على أن الجنون كان معروفا عند الناس في الجاهلية، ولم ينف القرآن وجوده، وذكر في بعض الآيات ما يفيد حصول المس بصراحة، مثل قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ.. {البقرة:275}.
وقد استدل شيخ الإسلام بهذه الآية على مس الجان للإنسان، وراجع للاطلاع على المزيد في الموضوع وعلى أسباب الوقاية من الجن الفتاوى ذات الأرقام التالية : 94593، 104056، 64122، 33860، 58076، 80694.
والله أعلم.