الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق بيان حكم وضع المال في فرع المعاملات الإسلامية في بنوك ربوية في عدة فتاوى منها هاتان الفتويان: 17460، 41842.
وخلاصتها أنه إذا كانت المعاملات الإسلامية التي تقيمها الفروع المذكورة تتقيد بأحكام الشرع وجميع قنواتها الاستثمارية منفصلة عن البنك الربوي ولم تتخذ ستارا لجذب أموال الناس واستغلال عاطفتهم وبغضهم للربا الذي حرمه الله تعالى في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، إذا كان ذلك كذلك فلا حرج في التعامل مع هذه الفروع. وأما إذا كانت هذه الفروع لا تلتزم بأحكام الشرع في معاملاتها واتخذت ستارا وعاملا لجذب أموال المسلمين فلا يجوز التعامل معها.
وعلى هذا، فما دمت في شك من تعامل هذا الفرع فلا ينبغي لك أن تضعي فيه نقودك، ويمكنك أن تضعي النقود في أحد البنوك الإسلامية الموثوق بها وتحملك مشقة السفر إلى مدينة اخرى أهون من الوقوع في تعامل مشكوك فيه، كما يمكنك استثمار هذا المبلغ في طريق المضاربة ونحو ذلك من صور الاستثمار المشروع والذي لا يحتاج إلى كبير جهد. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 5314.
والله أعلم.