الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسألُ الله أن يبارك في زوجكِ وأن يزيده حرصاً علي الخير، فالاستكثار من العمرة أمرٌ مشروع، فعن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. رواه الجماعة إلا أبا داود.
قال الشوكاني: وفي الحديث دلالة على استحباب الاستكثار من الاعتمار خلافا لقول من قال يكره أن يعتمر في السنة أكثر من مرة كالمالكية ولمن قال يكره أكثر من مرة في الشهر من غيرهم. اهـ.
وروى الترمذي وغيره من حديث ابن مسعود مرفوعا: تابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعة بينهما تنفي الذنوب والفقر كما ينفي الكير خبث الحديد, وليس للحجة المبرورة جزاء إلا الجنة. حسنه الذهبي والحافظ والألباني.
وما دام زوجك يكثر من الصدقة فلا تثبطيه عن الإكثار من العمرة، فقد نص العلماء على أن الحج (ومثله العمرة) أفضلُ من الصدقة بثمنه إلا إذا كان له أقارب محاويج أو كان هناك قوم مضطرون إلى نفقته فالتصدق هنا أفضل كما بينا هذا في الفتوى: 14214، فراجعيها.
ولو أنه أنفق بعض ماله في العبادات المتعدية ككفالة طلاب العلم الشرعي وتقوية مدارس تحفيظ القرآن لكان أفضل من العبادات القاصرة.
والقائمون على شؤون الحج يبذلون ما يقدرون عليه من ترتيبات لتفادي أضرار الزحام ومن ذلك عدد الحجاج كما هو معلوم.
وأما هذا التناقض الواقعُ عند كثيرٍ من الناس فالذي ينبغي هو تنبيه من وُجد عنده قصورٌ في جانب من الجوانب وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وتذكيره بما يجب عليه فعله لتتحقق الموازنة، فالواجبُ أن يطاع الله في جميع ما أمر به، ونسأل الله للمسلمين جميعاً الهداية والتوفيق...
والله أعلم.