من العدل بين الأولاد أن يزوجك والدك

17-8-2008 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب أود الزواج والاستعفاف وكانت أمنيتي أن أتزوج قبل ثلاث سنين من الآن ولكن لم أستطع، السبب في ذلك هو والدي سامحه الله، حيث إن الله سبحانه وتعالى قد منّ علينا بالنعم الكثيرة ووالدي لديه الاستطاعة أن يزوجني ولله الحمد، ولكن لا يريد لأنه يريدني أن لا أعتمد عليه في كل شيء وأنا حقيقة لا أريد الاعتماد عليه في النفقات لأنني موظف في إحدى الشركات، ولكن راتبي لا يكفي بتغطية نفقات الزواج ولقد شرحت لوالدي ذلك وقلت له بأن يساعدني في هذا الموضوع وأنا سأتكفل بحياتي بعد الزواج لأن في الزواج بركة بإذن الله وأنني متيقن بأن الله سوف ييسر الأمور بعد ذلك، ولكنه لا يقتنع بما أقوله له، حاولت أن أدخل بعضا من أصدقائه المقربين لكي يتوسطوا في الموضوع ولكن دون جدوى، لقد تعبت كثيراً والله ولطالما حلمت دوما بأن أكون أبا ولدي أطفال أحضنهم وأقبلهم وأبني حياة زوجية جميلة ملؤها الحب والسعادة والتقدير، ولكن أنى يكون ذلك وأبي يحب المال كثيراً وعندما ينفق بعض من المال ينتابه أحياننا بعض الهم لأنه اشترى دواء لنفسه أو ما شابه ذلك بكذا من المال مع أن الله سبحانه وتعالى فتح علينا من نعمه ولله الحمد والمنة وقد زوج أبي إخواني الأكبر مني ثم قال بعد ذلك أي شخص آخر منكم يريد الزواج عليه الاعتماد على نفسه ولن أساعده في شيء، أحد أصدقائي أشار علي بما يسمى بزواج المسيار ورغم أن بعض أهل العلم قد أجازوه إلا أنني والله لم أقتنع به بتاتا لأنه أولاً الهدف منه إشباع الرغبة الجنسية فقط ولا يقوم على تأسيس البيت الإسلامي الجميل المبني على الحياة الاجتماعية الجميلة، أشيروا علي ماذا أفعل وهل والدي يأثم على ذلك، وهل زواج المسيار تظنونه حلا مؤقتا رغم أنني لا أقتنع به البتة؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يجعل لك من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، وعليك أخي السائل أن تصبر حتى يغنيك الله، قال الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ {النور:33}، وعليك بالإكثار من الصيام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. وكان الواجب على أبيك أن يزوجك إن كان يستطيع ذلك، ولأنه قد زوج أخويك، فكان الواجب عليه من باب العدل بين الأبناء أن يسعى في تزويجك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم.

ويضاف إلى ذلك أن بعض أهل العلم يوجب على الأب تزويج ولده المحتاج لذلك، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 73499...

وعليه؛ فيكون الوالد غفر الله له آثماً بسبب جوره في حقك على قول الجمهور، وآثماً لتركه لتزويجك مع قدرته عليه على قول من يقول بوجوبه.

أما زواج المسيار فلا يحقق كل المقاصد المرجوة من الزواج عن بناء أسرة وتكوين أولاد إلى آخر مقاصد النكاح مع أنه يحقق جانب الإعفاف وهو جانب مهم، وعليه فهو حل لمن كان يريد الإعفاف فحسب.

وننبه إلى أنه يجب أن يتوفر في زواج المسيار جميع الأركان والشروط المطلوبة في عقد النكاح، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 3329.

والله أعلم.

www.islamweb.net