الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على غضك لبصرك عن الحرام، ونسأل الله أن يرزقك بذلك نورا تجدين حلاوته في قلبك، واعلمي أن غض البصر عما يهيج الشهوات ويثير الغرائز واجب على الرجال والنساء لقوله تعالى: قلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا. {النور:30، 31}
وإطلاق البصر بريد الزنا وسبب الفجور والآثام، ومفسد للقلب ومثير للشهوة، ومخالفة صريحة لأمر الله – جل وعلا - وهو من زنا العين، الذي حذر منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر.
وأما بالنسبة لتعاملك مع الجيران والبائعين وغيرهم فلا حرج فيه، طالما وجدت ضرورة أو حاجة لذلك بشرط الالتزام بالآداب الشرعية، من حجاب وعدم خضوع بقول، واقتصار على قدر الحاجة في التعامل والنظر. وراجعي الفتوى رقم: 7997.
وأما بالنسبة للوساوس فاعلمي أن أكبر علاج لها بعد ذكر الله ودعائه واللجوء إليه هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إلى ما تدعو إليه.
وفي النهاية نذكرك أن خطيبك أجنبي عنك لا يجوز لك أن تختلي به، ولا أن تلمسيه، ولا أن تتحدثي معه بدون حاجة، بل لا بد من مراعاة الأحكام الشرعية في التعامل معه كأجنبي.
وللفائدة تراجع الفتويين رقم: 17913، 78310.
والله أعلم.