الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الله تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ {الجن:18}، فإذا بُني المسجد فهو ليس مملوكاً لأحد، فلم يكن لكم أن تمنعوا من أراد الخير من فعله، بل عليكم أن تحبوا الخير لإخوانكم كما تُحبونه لأنفسكم، وإذا كان المسجد قد وجدت فيه الكفاية من الكتب والمصاحف فكان يمكنكم أن تُشيروا عليهم بوجوه أخرى من المنافع التي يمكنهم الإسهام بها في عمارة المسجد جبراً لقلوبهم وحرصاً على سلامة صدورهم، فما فعلتموه ليس هو الأصوب فيما نرى.. والله أعلم.
إلا إذا دللتموهم على مسجد آخر معين هو أحوج لتلك المصاحف من مسجدكم فيكونُ ذلك مستحباً، لكن أن ترفضوا قبول المصاحف وتُحيلوهم على المساجد الأخرى التي هي في عامتها قد وجدت كفايتها من المصاحف فليس ذلك بصواب.
والله أعلم.