الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمحاسبة النفس أمر حسن مطلوب، وطلب الورع والتقوى والبعد عن الرياء أمر شرعي هام جاءت النصوص منبهة عليه وآمرة وطالبت به، فما أنت عليه من ذلك خير كثير، إلا أنه يتعين الحذر من أن يخرج الأمر إلى الوسوسة والشك المفضي إلى التردد والقلق والشك في صحة الأعمال، فإن هذا من أعمال الشيطان الموصلة إلى الترك والقنوط من رحمة الله، فننصح بعدم المبالغة فيما ذكرت بل الدعاء أن يصلح الله العمل ويتقبله كاف والحرص على إخلاص العمل وحده، بدون حب قاصد لثناء الناس على العبادة التي تؤديها من صدقة أو دعاء أو صلاة. أما ما ذكرته من خفض الصوت بالدعاء فهذا المشروع إذ رفع الصوت به قد ورد النهي عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري: إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا بصيرا. قال ذلك لما سمع البعض يرفع صوته بالذكر والدعاء.
والله أعلم.