الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الدنيا دار ابتلاء وعناء، وهي إلى زوال وفناء لا تكتمل فيها لذة، ولا يطيب فيها عيش، والعاقل من شمر عن ساعد الجد وبادر إلى طاعة ربه، وأيقن أن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل، وأن العبد يجازى على الصغيرة والكبيرة، قال تعالى: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) [الكهف:49].
واخبرنا الله عن من يقول يوم القيامة: (يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) [الأنعام:31].
وكل لذات المعاصي تنسى ويبقى عقابها، وكل متاعب الطاعات تنسى ويبقى ثوابها، والخاسر من خسر نفسه في نار الحجيم بلذة يقترفها، ووقع في لعنة الله وغضبه بشهوة يمارسها، والنجاة من عذاب الله إلى جنته التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، هذه النجاة هي الفوز العظيم والنعيم المقيم، قال تعالى: (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران:185].
فنذكرك وزوجك بالله العظيم الذي ترتعد فرائص المؤمنين عند ذكره، وتوجل القلوب عند استشعار عظمته وقهره، وإطلاع على العبد، وإياكما أن تعودا لقبيحة لعن الله فاعلها، وتوعد مقترفها بالطرد، والإبعاد عن رحمته وعن دار كرامته، وفيما أحل الله من اللذة غنية لذوي العقول السليمة والفطر المستقيمة عما حرم.
ولا يجوز لك طاعته في هذا الأمر القبيح، والفعل الشنيع، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وننصحك أيضاً بأمور:
1/ أن تحاولي الاستعداد للقاء زوجك بوجه هاش باش بالكلمة الطيبة، والبسمة التي تأسر فؤاده، والزينة التي تلفت نظره.
2/ أن تكثري من دعاء الله لك ولزوجك بأن يغنيكما الله بالحلال عن الحرام، وبالطاعة عن المعصية.
3/ أكثري من سماع الأشرطة النافعة، وقراءة الكتب التي فيها الآيات البينات والمواعظ المؤثرات، وأسمعي ذلك لزوجك، وفي الموضوع فتويين سابقتين برقم: 4340، ورقم: 8130.
4/ اذكري لزوجك أنك وقعت على حكم هذا العمل، وأنه محرم عظيم وكبيرة توعد الله صاحبها باللعن، وبيني له إصرارك على عدم الرجوع إلى هذا المنكر مهما كانت الأسباب والدوافع، ولو ترتب على ذلك ما ترتب عليه من نتائج.
4340ورقم:
8130 4340
والله أعلم.