الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن لضعف الاجتهاد عند علماء المسلمين في الفترة المذكورة أسبابا من أبرزها الحالة السياسية وانقسام الدولة الإسلامية وانشغال الناس بالحروب...
ومنها: تدوين المذاهب المتبوعة واستقرارها وثقة الناس بها واكتفاؤهم بما دون فيها، وتبني بعض السياسيين لها وقصر الوظائف على أصحابها في بعض الأحيان.
ومنها: التعصب للمذاهب وقول بعض أصحابها بسد باب الاجتهاد، والتضييق على أصحاب الاجتهاد.
ولم يقتصر هذا الركود في هذه الفترة على المجال الشرعي فقط، ولكنه انعكس على كثير من جوانب الحياة عند المسلمين، ويرى بعض المؤرخين للتشريع الإسلامي أن الركود الفكري والتقليد الفقهي بدأ من منتصف القرن الرابع الهجري إلى نهاية القرن الثالث عشر، ومع ذلك فإن مما لاشك فيه أنه يوجد في كل عصر من هذه الفترة أئمة أعلام وعلماء ربانيون وفقهاء مجتهدون.. مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين. رواه البيهقي وصححه الشيخ الألباني.
والله أعلم.