الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أختي السائلة أن والدتك واقعة في معاص كثيرة وأنه يجب عليها الإقلاع عنها والتوبة قبل أن تلقى الله وهي على هذه الحال.
غير أن هذه الذنوب مهما بلغت لا تبرر عقوقها، فالولد مأمور ببر والده ولو كان مشركا، قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا {العنكبوت: 8}
فعليك أختي السائلة بالصبر على والدتك وبرها وطاعتها بالمعروف، ومن برها الحرص على هدايتها والنصح لها وتوجيهها، ولا بأس بأن تستعيني على نصحها بمن له تأثير عليها ممن تقدرهم وتحترمهم.
ولا تجب النفقة عليها ما دامت غير محتاجة وعندها ما يكفيها من راتب وغيره كما لا يجب إعطاؤها بعض الراتب في هذه الحالة وأولى كله، ولكن لا ينبغي منعها من الأكل من طعامكم ولا سيما إذا كان ذلك يكسر خاطرها.
وإن من طاعتها في المعروف البقاء معها في البيت لا سيما عند حاجتها إلى ذلك، فقد قال عليه الصلاة والسلام لمن أراد الغزو: هل لك أم؟ قال: نعم. قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها. رواه النسائي وغيره، غير أنه إذا كان في بقائك مفسدة أكبر وسيؤدي ذلك إلى أمور محرمة كالشجار معها ونحوه، فلك ترك البيت في هذه الحالة، مع الحرص على زيارتها والاتصال بها وتفقدها وغيره من كل ما يعد برا بها، علما بأن سكن المرأة وحدها يترتب عليه كثير من المخاطر.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 24850، 35649، 25038.
والله أعلم.