الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على اهتمامك بالدخول إلى موقعنا ونسأل الله أن ينفعك بما فيه ونسأله سبحانه أن يقدر لك الخير حيثما كنت. وأما بخصوص موضوع العمل فقد بينا من قبل أنه لا يباح العمل والإقامة في بلاد غير إسلامية إلا بشرط أن لا يؤدي ذلك إلى فتنة، وبشرط التمكن من إقامة شعائر الدين، وما دمت على كفاءة للعمل في المجال الذي تريد أن تعمل فيه فالذي نراه لك هو الاجتهاد في البحث عن عمل في بلد من بلاد المسلمين، فالمسلمون في حاجة إلى مثل هذه الكفاءات، وهجرة أصحاب هذه الكفاءات إلى الدول الأخرى قد يضر كثيرا بأمة الإسلام، ورأينا من ينادي الآن ويشجع على عودة مثل هذه الكوادر لتنتفع بهم الأمة.
وليس صحيحا إطلاق القول بأن العمل في البلاد العربية أو الإسلامية متدن؛ بل يوجد في بعض هذه البلاد كثير من الخير والأجور المغرية، وعلى فرض أن الأجور في تلك الدول أكثر فيوجد بعض الأمور التي قد يذهب فيها جزء كبير من هذه الأجور كالضرائب ونحوها. وينبغي أن لا يغيب عن بال المسلم أن أمر الرزق بيد الله تعالى، وأن المال ليس كل شيء في الحياة بل هنالك كثير من المصالح التي يحتاج إليها المسلم في حياته وقد يفتقدها في تلك البلاد، وكم رأينا ممن عاش أولا في تلك البلاد ثم رجع ورضي بالدون من الأجور بسبب ما أحس من حاجة إلى تحقيق مثل تلك المصالح.
والله أعلم.