الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكرك على غيرتك للدين وتمسكك به وشفقتك على إخوانك المسلمين وحرصك على إيصال الخير لهم... فجزاك الله خيراً.. ويجب أن ينكر على هؤلاء وأن يذكروا بالله تعالى، وينبغي أن يكون الإنكار بعلم، وأن يراعى الرفق واللين والأسلوب الحسن، فقد قال بعض السلف: ليكن أمرك بالمعروف معروفاً ونهيك عن المنكر غير منكر. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 99257.
وإذا قمت بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الوجه الذي ينبغي فقد أديت الذي عليك، ولا يضرك صدودهم، وعليك بالاستمرار في مناصحتهم، فإذا غلب على ظنك عدم انتفاعهم بذلك، أو خشيت أن يترتب على ذلك مفسدة أعظم فلا حرج عليك في ترك مناصحتهم، ويجب عليك الحذر من مخالطتهم، فإن مخالطة أمثال هؤلاء مفسدة للقلوب، وههنا أمر وهو أن القدوة الحسنة قد تكون في بعض الحالات أبلغ تأثيراً على المدعو فليروا منك كل معاملة حسنة وأخلاق كريمة، وللمزيد الفائدة بهذا الخصوص يمكن مطالعة الفتوى رقم: 19186، والفتوى رقم: 21186.
ونوصيك بالصبر على ما قد تجدين من أذى بسبب تمسكك بالدين، ولا تلتفتي إلى أقوال المرجفين، فيعظم الأجر بإذن الله بالتمسك بالشرع عند فساد الزمان، وراجعي الفتوى رقم: 58011.
والله أعلم.