الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بين أهل العلم استنادا لبعض الآثار المروية في هذا الشأن عظمة المخلوقات العلوية وتباعد ما بين أجرامها، فالسموات سبع طباق بعضها فوق بعض، مسافة ارتفاعها عن الأرض مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء والتي تليها مسافة خمسمائة عام، وسمك كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وفوق السماء السابعة الكرسي، وفوق الكرسي البحر، وبينهما مسيرة خمسمائة عام وعمق البحر مسيرة خمسمائة عام، وفوق البحر العرش، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم.
وهناك ملائكة حملة للعرش، قال تعالى: ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية {الحآقة:17}
وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف البعض منهم، مما يشهد بعظم صورهم، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام. أخرجه أبو داود في السنن.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: العرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم.
قال الذهبي: رواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة له وأبو بكر بن المنذر وأبو أحمد العسال وأبو القاسم الطبراني وأبو الشيخ وأبو القاسم اللالكائي وأبو عمر الطلمنكي وأبو بكر البيهقي وأبو عمر بن عبد البر في تواليفهم وإسناده صحيح.
وروى الدارمي والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: مابين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله تعالى فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه. والحديث صححه ابن القيم والذهبي وقال: ابن عثيمين : هذا الحديث موقوف على ابن مسعود، لكنه من الأشياء التي لا مجال للرأي فيها، فيكون له حكم الرفع، لأن ابن مسعود رضي الله عنه لم يعرف بالأخذ عن الإسرائيليات.
وراجع للمزيد في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 31341، 110528، 69060، 35995، 52741