الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى إله وصحبه، أما بعد:
فمشاهدة هذه الأفلام من المحرمات, بل هي من كبائر الموبقات, لاشتمالها على كثير من المنهيات لاسيما مشاهدة عورات الأجنبيات, وهذا لا يجوز إلا في الضرورات, وقد سبق بيان حكم ذلك بالتفصيل في الفتاوى: 3605، 35048، 2778
ولا يجوز لك أيتها السائلة أن تطيعي زوجك إن هو طلب منك مشاركته في هذه الآثام؛ لأن الطاعة إنما تكون في المعروف, وقد علم من دين الإسلام بالضرورة أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق , فلا إثم عليك من هذا الامتناع بل لك فيه الأجر إن شاء الله.
والواجب عليك في ذلك هو استدامة النصح لزوجك, وتذكيره بحرمة هذه المنكرات، وأنها مما تغضب الله وتوجب غضبه ومقته, فإن لم يستجب فيمكنك أن تستعيني عليه ببعض أهل العلم والخير الذين ينصحونه ويبينون له خطورة ما يفعل, وأكثري من الدعاء له بظهر الغيب فرب دعوة فتحت لها أبواب السماوات يغير الله بها أحواله إلى أحسن حال.
ولا شك أن مشاهدة هذه المنكرات قد يؤدي والعياذ بالله إلى حبوط الأعمال الصالحة, وهدم الحسنات , قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ {محمد:33}.
جاء في تفسير القرطبي: ولا تبطلوا أعمالكم أي حسناتكم بالمعاصي، قاله الحسن, وقال الزهري: بالكبائر. ثم قال القرطبي رحمه الله: وعن أبي العالية: كانوا يرون أنه لا يضر مع الإسلام ذنب، حتى نزلت هذه الآية فخافوا الكبائر أن تحبط الأعمال, وقال مقاتل: يقول الله تعالى: إذا عصيتم الرسول فقد أبطلتم أعمالكم. انتهى.
وأيضا كما ذكرت فقد جاء في الحديث عن رسول الله: لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا، أما إنهم إخوانكم و من جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وللفائدة تراجع الفتويان: 99370، 98196.
والله اعلم.