الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاستماع الغناء المصحوب بالموسيقى محرم عند جماهير العلماء، بل نقل بعض العلماء الإجماع على ذلك، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 5282 .
فلا شك أن ما يفعله زوجك من استماع الغناء والموسيقى وإدمانه على ذلك أمر منكر، لا يجوز إقراره عليه، ولا يحل لك مشاركته فيه ولو أمرك بذلك، لأن الطاعة إنما تكون في المعروف، فعن عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ رواه البخاري ومسلم.
ولا يبرر لك طاعته في ذلك أنه قد اشترط عليك قبل الزواج، فإن الشروط التي تشتمل على معصية، شروط باطلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا رواه الترمذي وصححه الألباني.
فالواجب عليك تجنب استماع هذه الأغاني، ووعظ زوجك ونصحه بالرفق وتذكيره بخطر تماديه في ذلك فإن استماع تلك الأغاني يفسد القلب ويصد عن ذكر الله، وعليك بإطلاعه على كلام أهل العلم الموثوقين، في تحريم المعازف، وتشجعيه على حضور مجالس العلم، ومصاحبة الصالحين، واستماع الأشرطة النافعة للدعاة المصلحين، ويمكنك تعويضه عن ذلك بالأغاني المباحة ذات الكلمات الحسنة والمعاني الطيبة، التي ليس فيها معازف، وعليك بالتعاون معه على الطاعات، وخاصة تلاوة القرآن، وتدبره، فإنه من أنفع الأمور للقلب وهو يطرد محبة تلك الملاهي من القلب، قال ابن القيم:
حب الكتاب وحب ألحان الغنا في قلب عبد ليس يجتمعان.
كما أن عليك أن تنصحيه بالتزام حدود الله في التعامل مع النساء الأجنبيات، فإن الممازحة والتبسط في الكلام معهن بغير حاجة، أمر مخالف للشرع، وليس ذلك من البشاشة، وإنما هو من التسيب والجرأة على المعاصي، وعليك أن تستعيني بالله وتكثري من الدعاء، مع التنبيه على عدم التقصير في حق الزوج فإن حقه في الشرع عظيم، كما أن حسن التبعل له، مما يعين على قبوله لنصحك، ورده إلى الصواب.
و الله أعلم.