الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتنازل جدك وجدتك عن نصيبهما في الميراث تنازل صحيح إذا كانا صحيحي التصرف وكان ذلك التنازل في حال صحتهما، وتوثيق هذا التنازل بالكتابة ليس شرطا في صحته، وإن كنا ننصح بالتوثيق دفعاً للنزاع وحفظاً للحقوق.
فعليك أن تنصحي أعمامك وتذكريهم بتنازل جدك وجدتك عن نصيبهم في الميراث، ويمكنك الاستعانة في ذلك بالأقارب أو ذوي الصلاح ممن يرجى تأثيرهم.
وعلى كل حال فإن كان التنازل المذكور صحيحا فلا يلزمكم إعطاء أعمامكم نصيبهم من الميراث إلا إن أردتم أن تتبرعوا بذلك.
هذا هو الحكم ديانة أي فيما بينكم وبين الله، أما لو أنكر أعمامكم هذا التنازل ورفعوا الأمر إلى القضاء الشرعي ولم يكن لديكم بينة بالتنازل فسيكون من حق أعمامكم المطالبة بنصيبهم من الجد والجدة.
أما سؤالك عن نصيب الزوجة ففيه غموض، وعلى العموم فإن تقسيم التركة يكون بإعطاء أصحاب الفروض فروضهم وما بقي يكون للعصبة، فإن كان والدكم قد ترك زوجة وأولاداً، فيكون للزوجة الثمن، لقوله تعالى: فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم {النساء:12}، وما بقي يكون للأولاد للذكر مثل حظ الأنثيين، لقوله تعالى: يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ {النساء:11 }.
ولما رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر. متفق عليه، وهذا بناء على تنازل الجد والجدة (أبي الميت وأمه) عن نصيبهما من الميراث.
ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها: 20453، 54114، 74185، 97300.
والله أعلم.