الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قدمنا بعض الفتاوى السابقة أن أي علم يستفيد منه المجتمع المسلم يعتبر من العبادة والفروض الكفائية إذا قصد بذلك خدمة الإسلام والمسلمين.
وذكرنا أن من عنده أهلية للقيام بذلك عليه أن يتعلمه بنية القيام بفرض الكفاية عن الأمة، ثم إنه يتعين مع ذلك أن يحرص المسلم على الاستقامة على الطاعة والبعد عن المعاصي فلا يسافر لبلاد الكفر إلا إذا لم يوجد التخصص المطلوب في بلاد الإسلام.
وعليه مع ذلك أن يبتعد عن مخاطر الفتنة الموجودة في التعليم المختلط فيحمل نفسه على غض البصر عن المناظر المحرمة وعن مجالسة ومحادثة ومس النساء.
ويستعين على النجاح في ذلك بالزواج إن استطاع، وإلا فليكثر الصوم، ويخفف من المأكولات التي تقوي الشهوة، ويملأ فراغه بالأنشطة الثقافية والرياضية الهادفة المشروعة، وأن يبرمج لنفسه برنامجا يقوي به إيمانه وتمسكه بالدين.
وراجع في هذا الفتاوى التالية أرقامها: 49739، 5474293857 ، 31768 ، 66616 .
وراجع في التأمين إذا فرض على المسلم الفتاوى التالية أرقامها: 29335 ، 32345 ، 29228 .
وراجع في فتح الحساب بالبنك والإيداع به إذا احتيج إليه الفتاوى التالية أرقامها: 54017 ، 67974 ، 114436 ، 33366 .
واعلم إن الحفاظ على الصلاة في الجماعة من آكد الأمور التعبدية، فاحرص على ذلك في المسجد الذي يؤذن به عملا بما في الصحيحين عن ابن مسعود قال : من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإذا كان انسجامك مع النظام المدرسي يمنعك من الصلاة في المسجد، فيتعين أن تنظر في وسيلة تمكنك من الصلاة جماعة، فحرض الطلبة المسلمين الموجودين في المؤسسة على أن تصلوا جماعة بعد انتهاء الدرس، وحاولوا أن تجدوا مكانا أو ساحة تصلون بها.
وأما تأخير بعض الصلوات عن وقتها الاختياري أيام الامتحانات.. فإنه يجوز عند بعض أهل العلم ومنهم الحنابلة وبعض المالكية تأخير الظهر لتجمع مع العصر جمع تأخير، كما تجوز الصلاة في آخر المختار.
فانظر في أمرك فإن أمكن أن تصلي الظهر مثلا بعد دخول وقتها مباشرة فذلك أولى من تأخيرها، وإن لم يمكن ذلك، وأمكنك صلاتها آخر مختارها فهو مشروع أيضا بالاتفاق، فإن لم يمكن فعل ذلك إلا بعد خروج مختارها فيمكن تأخيرها لتجمع مع العصر.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 71477 ، 37226 ، 5153 ، 9812 ، 16490 ، 47825 ، 63605 .
وأما خطاب الكافر بصيغة الجمع فلا حرج فيه.
كما تجوز تحيته بما هو معروف في المجتمع من التحية إن لم يكن في ذلك ما يخالف العقيدة، ولا يجوز ابتداؤه بالسلام لما في حديث مسلم: لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام..
والله أعلم.