الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنوصيك أولا أن تهون على نفسك وتبعد عنها أي توتر فهذا أدعى لأن تنظر إلى أمرك بشيء من الروية وتصل إلى نتائج ترضيك.
وأعلم أن ما أصابك إنما هو كيد من الشيطان لينكد حياتك ويفسد عليك دينك فلا تلتفت إلى الوساوس فإنها لا تضر صاحبها ما لم يترتب عليها قول أو عمل، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم.
فما دمت لم تتلفظ بشيء من الكفر ولم تعمل عملا مكفرا فإنك لم تكفر.
وإذا كنت تكره هذه الخواطر الكفرية فإن هذا دليل إيمان، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه، قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.
وروى الإمام أحمد وأبو دواد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.
فنوصيك بالمزيد من إغاظة الشيطان بالاستعاذة بالله عز وجل من وساسه عند وردود هذه الخواطر ، وعدم الالتفات إليها، وعليك بالاستزادة من الطاعات والبعد عن المعاصي والذنوب بما في ذلك الاستمناء فإنه محرم وله أضراره، ثم إن المعاصي قد تكون سببا في البلاء، كما أن الطاعات سبب في دفعه.
وإذا خوفك الشيطان بأنك قد كفرت، فقل إني لم أكفر، ولو أنني كفرت فإن ربي غفور رحيم، فمغفرته ورحمته لا يتعاظمهما ذنب، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ { سورة الزمر:53}.
وأما الزواج فعليك بالمبادرة إليه ودع عنك المخاوف والاهتمام بأي وساوس قد تأتيك من هذا الجانب، بل إننا نرجو أن يكون هذا الزواج خير معين لك على الخير.
روى الترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف.
ولا تخبر من تريد الزواج بها و لا غيرها بما جرى لك.
وننصحك في الختام بالإكثار من الدعاء وذكر الله تعالى وخاصة أذكار الصباح والمساء، وأن تحرص على الرقية الشرعية.
ولمزيد الفائدة بهذا الخصوص نرجو مراجعة الفتوى رقم: 51601 .
والله أعلم.