الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر السائلة الكريمة ونسأل الله تعالى أن يثيبها ويعينها على أداء هذا الواجب العظيم والمهمة النبيلة التي أهملها كثير من الآباء في هذا العصر، فرسالة الإسلام تفرض على الأبوين تربية أبنائهما على الفضيلة وغرس محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في قلوبهم النظيفة قبل أن تتلوث فطرتهم أو تجتالهم شياطين الإنس والجن، وستحصدين ثمرة ما بذرت في حياتك براً وإحساناً، وبعد مماتك دعاء وثواباً إن شاء الله تعالى..
قال ابن أبي زيد المالكي في رسالته: وأولى ما عني به الناصحون ورغب في أجره الراغبون إيصال الخير إلى قلوب أولاد المؤمنين ليرسخ فيها وتنبيههم على معالم الديانة وحدود الشريعة ليراضوا عليها وما عليهم أن تعتقده من الدين قلوبهم وتعمل به جوارحهم فإنه روي أن تعليم الصغار لكتاب الله يطفئ غضب الله وأن تعليم شيء في الصغر كالنقش على الحجر.
وليس من شك في أن الطريقة التي تستخدمينها لا تخلو من المزايا التربوية.. ولكننا ننبهك إلى أن كلمات القرآن الكريم لا يجوز بحال من الأحوال استبدالها بكلمة أخرى ولو كانت مرادفة لها في المعنى وأحرى إذا كانت مخالفة لها، وسبق أن بينا حكم نقل القرآن بالمعنى وذلك في الفتوى رقم: 116386.
وإن كان ما تفعلينه ليس من هذا الباب فيما فهمنا من السؤال، لكنه لا يخلو من إشكال فيتعين اجتناب هذا الأسلوب في تلقين القرآن والحديث، ولكن لا مانع من استخدام الإشارة إلى المعنى والنطق بحرف من الكلمة للتذكير أو ما أشبه ذلك من الوسائل التي يكتشفها المربي بشرط ألا يكون فيها تبديل للفظ.
والله أعلم.