الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجوز في مثل الحالات التي تكثر فيها المشكلات بين الزوجة وأهل زوجها، ويحدث بسبب هذا أذى يلحق الأطراف أو بعضهم في دين أو دنيا، أن يقللوا المخالطة واللقاء حتى يتجنب حدوث مثل هذه المشاحنات فإن الصلة لا تتعين فيها كثرة اللقاء والمخالطة، بل يمكن تحقيقها بما هو دون ذلك من اتصال هاتفي ونحوه، ولعل هذا يكون سببا في صفاء النفوس ونقاء القلوب، فتستعيد عافيتها، ويحدث الله بعد ذلك من أمره ما يجمع به بين المتفرقين ويقرب بين المتباعدين.
وقد قال ابن عبد البر رحمه الله: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كنت مكالمته تجلب نقصا على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.
والله أعلم.