الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن ما نسبته لأبيك من طردكم واتهامكم بما لم يكن منكم وتشتيت أمركم يعتبر خطأ كبيرا منه، ولكن يجب العلم أن الأب مهما كان عليه من سوء الخلق والظلم، فإن ذلك لا يسقط حقه في البر ولا يبيح مقاطعته أو الإساءة إليه ، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالد المشرك الذي يأمر ولده بالشرك، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ { لقمان:14}.
و حق الأم أعظم وآكد في البر والإحسان، لكن لا تجوز طاعتها في المعصية، فإن الطاعة إنما تكون في المعروف، وأمرها لكم بمقاطعة أبيكم أمر بمعصية، فلا طاعة لها في ذلك، ولكن ينبغي أن يكون ذلك بحكمة، فيمكنك أن تصل أباك بدون علم أمك، حتى لا تغضبها، واعلم أن بر الوالدين من أعظم أسباب رضا الله وتوفيقه للعبد ، كما أن عقوقهما من أعظم أسباب سخط الله وخذلانه للعبد.
وللفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التاية: 8173 ، 21247، 39533 .
والله أعلم .