الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي السائل أنك أحسنت صنعاً بترك التدخين، ولا يجوز لك أن تعود إليه، وليس ما ذكرته من زيادة في الوزن عذراً في العودة إلى ذلك السم القاتل، ويجب عليك أن تشكر الله تعالى أن وفقك لتركه وأعانك على التوبة منه، وإن من شروط التوبة أن يعزم التائب على عدم العودة إلى الذنب في المستقبل، وما ذكرته من أنك تركت الصلاة في المسجد لأجل أنك تصلي جالساً، فالصلاة جالساً للعاجز عن القيام أمر جائز؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين: صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً.. رواه البخاري.
فإذا عجزت عن القيام في صلاة الفريضة، أو كان القيام يشق عليك مشقة غير محتملة، فلك أن تصلي جالساً، ولكن لا يجوز التخلف عن صلاة الجماعة لأجل ذلك، وإذا كنت لا تحب أن يشاهدك الناس تصلي وأنت جالس، فينبغي لك أيضاً أن لا تحب أن يراك الله وأنت تتخلف عن الصلاة في المسجد من غير عذر، وقد قال تعالى: وَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ {التوبة:13}.
والذي نوصيك به أيها السائل الكريم هو أن تعلم أنك في امتحان واختبار، فاصبر على طاعة الله في ترك الدخان وأداء الصلاة في المسجد، وعليك بالإكثار من الصيام فإن فيه رضا الرحمن وصحة الأبدان، واستمر في الحمية الطبية، وستجد الفرج عن قريب إن شاء الله تعالى، وما هي إلا أيام معدودة وتجني فيها ثمار البعد عن الدخان والمحافظة على الصلاة، راحة واطمئناناً في الدنيا، وسعادة وثواباً في الآخرة.
والله أعلم.