الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينظر على أي صفة قامت السائلة بالبناء فوق بيت والدتها؟ هل فعلت ذلك متبرعة بإصلاح وتوسيع بيت والدتها؟ أم أن والدتها وهبت لها علو بيتها لتبني فيه بناء يخصها وتملكه دونها.
فعلى الاحتمال الأول وهو كونها متبرعة بالبناء، فليس لها من ثمن البيت المباع شيئا، والثمن كله ملك لوالدتها.
وعلى الاحتمال الثاني فإذا بيع البيت فالثمن يقسم بحسب ما يملكه كل منهما في البيت، فينظر كم هو ثمن الدور العلوي الذي تملكه البنت، وكم هو ثمن الدور السفلي الذي تملكه الأم، وبهذا تعلمين أن أخذك مائة وعشرين ألفا، وإعطاء والدتك خمسين ألفا لا يستقيم بهذا الاعتبار، والصحيح أن لوالدتك قيمة الدور السفلي، سواء كانت هذه القيمة خمسين ألفا أو أكثر أو أقل.
فإذا تقرر هذا صار لوالدتك عليك قيمة الدور السفلي في وقت بيعه، وبالعملة التي بيع بها البيت، وليس بما يعادله بالدولار كما تقول أخواتك.
وأما البيت الجديد الذي اشتريته بالأقساط فهو ملكك وحدك.
وبالنسبة لموضوع النفقة على والدتك ومصاريف علاجها وتكاليف مدتها، فهذا من باب البر والإحسان المستحب إن كانت والدتك غنية، وإن كانت فقيرة فهو واجب عليك وعلى أخواتك الموسرات منهن، ويجوز لك أن تطالبيهن بأن يشاركن في النفقة على قدر يسارهن.
والله أعلم.