الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يقوم به هذا الزوج من ظلمك والإساءة لك، والتضييق عليك ليذهب بمالك وحقوقك، وكذا لجوؤه للسحر والشعوذة لإلحاق الأذى والضرر بك، كل هذا من كبائر الذنوب التي توجب سخط الله ومقته.. وقد بينا حكم ظلم الزوجة وأخذ مالها دون رضاها، وذلك في الفتوى رقم: 71663، وحكم من يعمل السحر في الفتوى رقم: 24767.
وطالما أن زوجك مقصر في الصلاة، آكل للربا، فاعل للسحر، ظالم لك، فلا حرج عليك في طلب الطلاق منه، ولا يحق له أن يأخذ من مالك شيئاً إلا ما طابت به نفسك... أما بالنسبة لأولادك الذين تجاوزوا سن السابعة، فقد اختلف العلماء في ذلك. فمن قائل إذا بلغوا هذه السن فإنهم يضمون إلى أبيهم، ومن قائل يخيرون بين الأم والأب، وقد سبق ذكر هذا الخلاف، وذلك في الفتوى رقم: 6256.
والذي نراه راجحاً هو تقديم ما فيه مصلحة الصبي قبل تخييره، قال الشوكاني في نيل الأوطار: واعلم أنه ينبغي قبل التخيير والاستهام ملاحظة ما فيه مصلحة للصبي، فإذا كان أحد الأبوين أصلح للصبي من الآخر قدم عليه من غير قرعة ولا تخيير، هكذا قال ابن القيم، واستدل بأدلة عامة نحو قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا. وزعم أن قول من قال بتقديم التخيير أو القرعة مقيد بهذا، وحكى عن شيخه ابن تيمية أنه قال: تنازع أبوان صبياً عند الحاكم فخير الولد بينهما فاختار أباه، فقالت أمه: سله لأي شيء يختاره، فسأله، فقال: أمي تبعثني كل يوم للكاتب والفقيه يضرباني، وأبي يتركني ألعب مع الصبيان، فقضى به للأم. انتهى.
والله أعلم.