الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كل من قال لا إله إلا الله إيماناً بها وتصديقاً بمدلولها ومات على ذلك فإنه يدخل الجنة في نهاية المطاف، ومهما طال عذابه أو مكثه في نار جهنم فإن مآله إلى الجنة، فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة، كما سبق بيانها وأدلتها في عدة فتاوى انظر منها الفتويين رقم: 31033، 103320 وما أحيل عليه فيهما.
ومجرد النطق دون اعتقاد لا ينفع صاحبه، وإنما ينفعه الاعتقاد والإيمان، ولو فعل مع ذلك ما فعل من الذنوب والمعاصي. ولكن صبغة واحدة أو غمسة في نار جهنم -والعياذ بالله تعالى- تنسي صاحبها كل نعيم مر به، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب.. الحديث رواه مسلم وغيره.
وأما الحاكم وأعوانه، فإن كانوا يقولون لا إله إلا الله ويؤمنون بها ويفعلون ما يفعلون مما أشرت إليه من المعاصي والمنكرات فإنهم يجري عليهم ما يجري على أصحاب الكبائر والذنوب -كما ذكرنا- فما تعلق منها بحق الله تعالى فأمره إليه سبحانه وتعالى إن شاء عذبهم وإن شاء عفا عنهم، كما قال تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء. {النساء:48}، وما كان من حقوق العباد فأمره إلى العباد، هذا إذا كانوا مؤمنين، وأما إذا كانوا غير مؤمنين أصلاً أو مرتدين أو لا يؤمنون بما يقولون-منافقين- فإنهم مخلدون في النار، كما قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا. {النساء:145}.
وللمزيد من الفائدة ومعرفة ما يكفر به من الموالاة والحكم بغير ما أنزل الله انظر الفتويين رقم: 117416، 35130 وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.