الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن قيام الليل من أفضل القربات وأعظم الطاعات، ومن أهم الوسائل لتزكية النفس وشكر الله تعالى على نعمه وحصول ثوابه. فقد فرض في بداية الإسلام لتربية النفوس وتزكيتها، ولما نسخ فرضه طاف صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر ما يصنعون حرصاً على كثرة طاعتهم فوجدها كبيوت النحل لما سمع لها من دندنتهم بذكر الله تعالى والتلاوة، ولذلك بقي قيام الليل دأب الصالحين وطريقة الموفقين الطائعين، وسنة متبعة عن خاتم الأنبياء والمرسلين من أحياها أحيا الله قلبه ونور بصيرته وبيض وجهه وثبت قدمه، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتورم قدماه أو ساقاه فيقال له، فيقول: أفلا أكون عبدا شكورا.
و لا مانع أن ينوي المسلم القيام بإحدى هذه النيات: تربية نفسه وتزكيتها، أو شكر الله على نعمه، أو طلب ثوابه ومغفرة ذنوبه. أو يقوم بها جميعا ؛ فلا تعارض.
وللمزيد انظر الفتوى رقم: 112522.
والله أعلم .