الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد جاءت الشريعة بأحكام اللباس وفيها كثير من التفصيل من حيث القدر الواجب ستره، والمستحب من اللباس، والمحرم، والمكروه، والمباح، كل ذلك في دائرة قاعدة الشرع المطهر: الاعتدال والوسطية في جميع موارده، ومصادره وأوامره ونواهيه، ومنها اللباس.
وبالنسبة لحكم إسبال البنطال فإنه لا فرق بينه وبين إسبال القميص والإزار، والعلماء مختلفون فيه وجمهورهم على أنه مكروه بدون خيلاء، وذهب البعض إلى حرمته، وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية وما أحيل عليها فيها: 1633، 5943، 12984، 31463، 44520، 71556، 71633.
والذي أخبرنا بأن الله يحب الجمال كما في قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال. رواه مسلم. هو الذي أخبرنا أن الله يحكم تحريماً أو كراهة الإسبال، فيجب أن يكون مقياس الجمال والقبح هو المقياس الشرعي وليس أهواء المسلمين أو غير المسلمين، والواجب هو إعمال جميع النصوص الشرعية فنحب الجمال والنظافة في ضوء النصوص الشرعية، وننصح بمراجعة رسالة الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: حد الثوب والأزرة وتحريم الإسبال ولباس الشهرة. وقد بين فيها باستفاضة مفاسد الإسبال ولو لغير الخيلاء، وجمع بين الأدلة بما لا مزيد عليه.
والله أعلم.