الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن فتح حساب التوفير في البنوك الربوية لا يجوز، لأنها لا تلتزم بالضوابط الشرعية، بل تأخذ رأس المال من صاحبه، وتحدد له فائدة معينة إما سنوية وإما شهرية أو غير ذلك، وتضمن له رأس المال في كل الأحوال. ثم تقوم بإقراض ماله لشخص آخر بأكثر مما أعطت صاحب رأس المال، وهذا-كما هو ظاهر قرض بفائدة- وهو محض الربا، وراجع الفتوى رقم: 23577.
ومثل حساب التوفير شهادات الاستثمار التي تصدرها البنوك الربوية بجميع أنواعها فلا يجوز التعامل بها، لاشتمالها جميعاً على الربا المحرم.
فالواجب عليك أن تسحب أموالك من هذا البنك مع التوبة إلى الله سبحانه وتعالى توبة نصوحاً، ولك رأس المال الذي دفعته فقط، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ. {البقرة:278،279}.
وأما الفوائد أو الجوائز المستفادة من تلك الشهادات فتؤخذ من البنك وتصرف في أوجه البر ومصالح المسلمين العامة كالمستشفيات والمدارس.
وراجع الفتوى رقم: 112148.
والله أعلم.