الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحنُ نحذركَ أولاً من التمادي مع الوساوس والاسترسال معها، بل عليكِ أن تقطعي دابرها، وذلك بالإعراض عنها كليةً، ولا تُفسحي للشيطان المجال لكي يبذر في قلبك بذور الشر التي تفسد دنياك وآخرتك، وانظري الفتوى رقم: 95053.
واعلمي أن الأصل في الأشياء الطهارة، ومن ذلك أرضية دورة المياه، فإن الأصل فيها الطهارة ما لم تعلم نجاستها، وانظري الفتوى رقم: 34305، فإذا علمت نجاسة موضع منها بالبول، فإنه يُطهر بصب الماء عليه لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بصب ذنوب من ماء على بول الأعرابي.
فإذا كوثرت النجاسة بالماء طهر المحل المتنجس، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فإن أرض الحمام الأصل فيها الطهارة، وما يقع فيها من نجاسة كبول فهو يصب عليه من الماء ما يزيله، وهو أحسن حالا من الطرقات بكثير، والأصل فيها الطهارة، بل كما يتيقن أنه لا بد أن يقع على أرضها نجاسة، فكذلك يتيقن أن الماء يعم ما تقع عليه النجاسة، ولو لم يعلم ذلك، فلا يجزم على بقعة بعينها أنها نجسة، إن لم يعلم حصول النجاسة فيها. انتهى.
وأما طهارة النعال التي تُدخل بها دورة المياه، فالأصلُ فيها الطهارة ما لم يُعلم أنه قد أصابتها نجاسة رطبة من أرضية دورة المياه.
ثم الذي ننصحكِ به أن تجعلي عند باب دورة المياه نعلاً مُختصةً بها، لكي لا توقعي نفسكِ في الوسواس والحرج، وأما المنشفة فإنه إذا سقطت في أرضية دورة المياه لم تتنجس، وبخاصة إذا سقطت بعيداً عن موضع النجاسة، فإن سقطت في مكان مُبتل بالنجاسة، أو كانت مبتلة، وسقطت على موضع فيه نجاسة تنجست بذلك إذا حصل اليقينُ بوجود النجاسة، وأما مجرد الشك فلا تَنجس به الأشياء الطاهرة.
والله أعلم.