الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكان الأحرى بك أيها السائل ما دمت ترجو الحفاظ على وضعك ومكانتك العلمية والعملية أن تنأى بنفسك عن معاصي الله وحرماته, وأن تجتنب مثل هذه العلاقات مع الأجنبيات، فإن هذه العلاقات محرمة ولو كانت في حدود ما تذكر من محادثة في هاتف أولقاء في مكان عام, فبهذا وحده تكرم نفسك وتحفظ مكانتك, فما أكرم الإنسان نفسه بمثل طاعة الله وما أهانها بمثل انتهاكه لحرمات الله وتعديه لحدوده, ولو أنك فعلت لكنت في غنى عن هذا كله، ولما عرضت نفسك لتحكم غيرك فيك وتسلطه عليك وعلى أهل بيتك، وتهديده لك بالفضيحة وإلحاق العار.
فأولى ما تشغل نفسك به الآن هو أن تتوب إلى ربك، وأن تقطع علاقتك بهذه المرأة الأجنبية، وأن تصدق في ذلك مع ربك لعله يغفر لك ما أسلفت من ذنوب.
ولكن مع هذا الذي حصل كان على زوجتك أن تصبر عليك وأن تداوم على نصحك وتذكيرك بالله وألا تتسرع في طلب الطلاق الذي يهدم الأسرة ويضيع الأولاد, ولا يجوز لها أن تهددك بالفضيحة والتشهير بل الواجب عليها هو الستر، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 112794.
والذي ننصحك به الآن بعد التوبة وقطع علاقتك بهذه المرأة الأجنبية أن تخبر زوجتك برجوعك إلى الله وندمك على ما كان منك, وتعلمها أنه لا يجوز لها حينئذ طلب الطلاق فقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة من ذلك بقوله : أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه الترمذي وأبو داود, وصححه الألباني.
فإن أصرت فلك حينئذ أن تمتنع عن الطلاق إلى أن يتم إبراؤك أو تختلع منك.
والله أعلم.