الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا أولا نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعجل لك بالشفاء.
والذي نراه هو أنك إن استطعت أن تصلي قائما ولو مع بعض التمايل أحيانا يمينا وشمالا إذا كان ذلك يذهب عنك الدوار فصل قائما، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وإذا أمرتكم بامر فأتوا منه ما استطعتم. متفق عليه. وإن كنت لا تستطيع ذلك فصل جالسا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا... رواه البخاري.
وحياؤك من الناس أن تصلي جالسا هو من الشيطان، فإن قدرت على الصلاة جماعة قائما وجب عليك ذلك، وإن لم تقدر على ذلك فأنت مخير بين الصلاة جماعة جالسا أو الصلاة قائما منفردا، فاحرص على الجماعة بقدر استطاعتك، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على حضور الجماعة في المسجد ولو مع وجود مشقة المرض؛ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. رواه مسلم. قال النووي رحمه الله: وفي هذا كله تأكيد أمر الجماعة وتحمل المشقة في حضورها وأنه إذا أمكن المريض ونحوه التوصل إليها استحب له حضورها.. انتهى.
هذا ما ننصحك به، ولو صليت في بيتك فصلاتك صحيحة، ولكنك إذا كنت قادرا على الصلاة مع الجماعة قائما تكون قد فرطت في أمر واجب، وانظر الفتوى رقم: 49346. حول الأعذار المبيحة لترك الجماعة.
والله أعلم.