الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن العمرة في رمضان لها فضل عظيم وثواب جزيل، ويكفيها فضلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عمرة في رمضان تعدل حجة. وفي رواية: معي. أخرجه البخاري.
ولكن هذا الفضل لا يصل إلى درجة الحج، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، ولا يصح أن يكتفى بالعمرة عن حجة الإسلام المفروضة ولو كان ذلك على القول بفرضها.
وأما تقديمها على الفرض فلا حرج فيه، كما سبق بيانه بالتفصيل وأقوال أهل العلم في الفتوى: 60352.
ولذلك فإنه بإمكانكم أن تنتهزوا فرصة العمرة في رمضان أو في غيره لفضلها وأداء فرضها -على القول به- ثم تحجون بعد ذلك إن استطعتم حتى لا يضيع عليكم الأمران معا، وهذا فيما إذا لم يغلب على ظنكم أنكم غير قادرين ماديا على الجمع بين الأمرين: الحج والعمرة، فإن غلب على ظنكم أنكم عاجزون عن الجمع بين السفرتين فالذي يظهر -والعلم عند الله- أن عليكم أن تنتظروا وتعاودا الكرة مرة بعد مرة ولعل الله ييسر لكم أمر الحج.
نسأل الله تعالى أن ييسر لنا ولكم كل أمر عسير، وأن يرزقنا وإياكم حجا مبرورا.
وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتوى: 121203.
والله أعلم.