الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمصحف الكامل لا يجوز للكافر مسه ولو توضأ واغتسل، ولا يجوز للمسلم تمكينه من ذلك ما دام على شركه؛ لقول الله تعالى: لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ {الواقعة:79}.
ومن أهم أنواع الطهارة الطهارة من الشرك؛ لقول الله تعالى: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ {التوبة:28}
وأما الآيات، فيجوز إعطاؤها للكافر ليطلع عليها، وخاصة إذا كان معها غيرها من التفسير أو غيره، أو كان ذلك لدعوته طمعا في إسلامه، كما فعلت فاطمة بنت الخطاب مع أخيها عمر، ومن المعلوم أن ما كان عندها لم يكن مصحفا، وإنما كان صحيفة فيها آيات من بداية سورة طه.
ولما في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل الرسائل إلى ملوك الكفار يدعوهم إلى الإسلام، وفي هذه الرسائل بعض الآيات القرآنية مثل قول الله تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ {آل عمران:64}
والله أعلم.