الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأولا: شكر الله لك ما قمت به من نصح أصدقائك ونهيهم عن المنكر، وكذلك ما قمت به من منع أكثر المواقع الإباحية.
ثانيا: يجوز لك من حيث المبدأ إشراك غيرك معك في شبكة النت، ما دام عقدك مع شركة النت لم ينص على منعك من ذلك، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 107173.
لكن إن غلب على ظنك استعمال هؤلاء المشتركين للنت في المحرمات، فحينئذ لا يجوز لك إشراكهم في الشبكة؛ لأن هذا يكون حينئذ من التعاون على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. {المائدة:2}.
وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 15432.
وأما قولك: نحن غير مسؤولين عن أي استخدام خاطئ وغير شرعي للنت، فإن ذلك لا يبرئك من المسؤولية أمام الله عز وجل، إذا غلب على ظنك استخدامهم له في الحرام.
ثالثا: حكم المال المتبقي بعد الاشتراك يكون بحسب اتفاقك معهم، فإن كنت أخذت المال منهم كوكيل عنهم في التعامل مع الشركة، فهذه وكالة، فيلزمك رد ما زاد من هذا المال إليهم، أما إن كنت قد اتفقت معهم على مبلغ معين كأجرة باعتبارك مالك المنفعة وهم يستأجرونها منك، فهذه إجارة، ولا حرج عليك في أخذ ذلك المبلغ حينئذ.
رابعا: قولك إن عقوبة من يسمع الأغاني يوم القيامة سيصب في أذنيه الآنك. لعلك تقصد به حديث: من استمع إلى قينة صب في أذنيه الآنك يوم القيامة. وهذا الحديث قال عنه الألباني في السلسلة الضعيفة:باطل، وقال عنه في ضعيف الجامع: موضوع.ولكن يغني عنه غيره من الأحاديث الصحيحة الدالة على التحريم، وقد سبق ذكرها في الفتويين رقم: 6110، 5282.
والله أعلم.