الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أولا أنك أخطأت بمحادثتك هذا الشاب عبر النت، فإن هذا لا يجوز، وسبب لكثير من الفساد، كما سبق أن حذرنا من ذلك مرارا وتكرارا، وراجعي الفتوى رقم: 10570.
وما حدث بينك وبين هذا الشاب ما هو إلا تلاعب بأمر أعطاه الله تعالى مكانة عظيمة فقال سبحانه: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم: 21}
والزواج في الإسلام له شروطه التي لا يتم إلا بها، ومن أهم هذه الشروط وجود الولي والشهود، وقد ذكرنا هذه الشروط بالفتوى رقم: 49075.
وأما أن يحادث رجل امرأة ويقول لها أنت زوجتي فتوافق فهذا ليس بزواج شرعا، ولا يجوز له معاشرتها بناء عليه، ومن حقك الزواج من غيره متى شئت.
ومن يلعب مثل هذا التلاعب لا يمكن أن يكون من طلبة العلم الشرعي، فضلا عن أن يكون حافظا لكتاب الله تعالى، فتنبهي ولا تُخدعي أو تجعلي نفسك عرضة للوقوع في مصيدة ذئاب البشر. والواجب عليك التوبة وقطع العلاقة مع هذا الشاب نهائيا.
وأما الحديث الذي أشرت إليه فلفظه : ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد؛ النكاح والطلاق والرجعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة. فهو يذكر النكاح الذي استوفى شروط الصحة، وما حدث بينك وبين هذا الشاب ليس بنكاح أصلا، فلا تعلق له بهذا الحديث.
والله أعلم.