إضفاء الشرعية على ارتكاب المنكرات من الكذب على الله

29-6-2009 | إسلام ويب

السؤال:
أود السؤال عن شخص أعرفه لديه علاقة مع قريبة له و يقول إنها علاقة خدمية أي: أنه يقدم لها خدمات فقط وهو معها علي هذه العلاقة منذ أكثر من 10 سنوات ولكن هنالك شيء غير طبيعي في هذه العلاقة حيث يقوم بالاتصال بها أكثر من 10 مرات في اليوم، وكل هذه الاتصالات في السر حيث إنه يخفي هذه العلاقة وهذه الاتصالات عن زوجته وزوج قريبته وعن كل شخص يعرفهم كذلك، أحيانا يقوم بالاتصال بها في أوقات متأخرة من الليل، وإذا سافر خارج البلاد يقوم بالاتصال بها أيضا من الخارج وأحيانا يقوم بتوصيلها في مهمات خاصة بها في سيارته أيضا دون علم أحد، تحدثت معه بخصوص هذه العلاقة كثيرا لما فيها من شبهة ولكنه يرفض الإصغاء ودائما يقول إنه لايفعل شيئا خطأ وأن الله يعلم أنه لا يفعل شيئا خطأ، بل يقوم بعمل خير وأنه يقدم المساعدة لها فقط .فأنا أريدأن أعرف ما هو حكم مايقوم به ؟وهل هو جائز شرعا ؟ أم هل ما يقوم به يدخل في المحرمات ؟ أريد ردا علي كلامه من حيث أن ما يقوم به ليس فيه أي خطإ لأنني سوف أعرض عليه ردكم علي سؤالي حتي يقتنع ويوقن بخطإ ما يفعله حتي لا تكون لديه حجة؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما يفعله هذا الرجل مع هذه المرأة من اتصاله بها اتصالا متكررا آناء الليل وأطراف النهار , وما يقوم به من لقائها والخلوة بها في السيارة ونحوها , كل هذا محرم لا خلاف في حرمته وهو ذريعة عظيمة للوقوع فيما حرم الله سبحانه , وقد بينا هذا في هاتين الفتويين: 2485430425 أن ركوب المرأة بمفردها مع رجل أجنبي عنها في سيارة يعتبر من الخلوة المحرمة.

وليت هذا الرجل إذ فعل ما فعل من انتهاك حرمات الله بهذه الجرأة وقف عند هذا الحد، ولكنه وبشؤم معصيته وقع فيما هو أعظم من ذلك وافترى على الله الكذب عندما قال إنه لا يفعل خطأ، وادعى - كذبا - أن الله يعلم أنه يفعل الخير والصواب , وهذا إثم عظيم لأن القول على الله بغير علم من أكبر الكبائر . قال تعالى :  قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ {الأعراف:33}.

قال ابن القيم عند تفسيره لهذه الآية: فرتب المحرمات أربع مراتب وبدأ بأسهلها وهو الفواحش، ثم ثنى بما هو أشد تحريما منه وهو الإثم والظلم، ثم ثلث بما هو أعظم تحريما منهما وهو الشرك به سبحانه، ثم ربع بما هو أشد تحريما من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه. وقال تعالى: ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم. انتهى.

وهذه والعياذ بالله هي عادة أصحاب الشهوات المحرمة الذين يتبعون أهواءهم بغير هدى من الله، فإنهم في غالب أحوالهم يحاولون إضفاء شرعية على منكراتهم , فيفترون على الله الكذب ويقولون عليه بغير علم .

فالواجب على هذا الشخص أن يتوب إلى الله سبحانه فورا وأن يقطع علاقته بهذه المرأة , والواجب عليك أن تنصحه بذلك بل وأن تغلظ له القول في ذلك حتى ينتهي عن باطله، فإن أصر على فعله فهدده بإظهار أمره لزوج هذه المرأة وأقاربها حتى ينتهي عن فعله هذا , فإن لم يستجب فلك أن تتخير من تثق في عقله ودينه من أرحامه أو من أرحامها وتخبرهم بما يجري حتى يكفونهما عن غيهما.

والله أعلم.

www.islamweb.net