الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن الوسواس من شر الأدواء التي تصيب العبد، وتكدر عليه صفو حياته، وتنغص عليه عيشه، فالواجب عليك لكي تتخلصي من هذا الداء أن تعرضي عن الوسواس جملة، فلا تلتفتي إلى تلك الوساوس، ولا تعيريها أدنى اهتمام، وانظري الفتوى رقم: 51601.
واعلمي وفقك الله أن بدن الحائض وعرقها طاهر.
قال الموفق : قال ابن المنذر: أجمع عوام أهل العلم على أن عرق الجنب طاهر، ثبت ذلك عن ابن عمر، وابن عباس، وعائشة رضي الله عنهم. وغيرهم من الفقهاء. وقالت عائشة: عرق الحائض طاهر، وكل ذلك قول مالك، والشافعي، وأصحاب الرأي ولا يحفظ عن غيرهم خلافهم. انتهى.
وانظري للفائدة الفتويين: 11837، 8357.
فلا داعي البتة لهذا التنطع والغلو، وذلك العناء الذي توقعين فيه نفسك.
وأما قولك إنك لا تتوضئين في أيام الحيض الأولى فهو غيرُ واضح المعنى، وذلك أن الوضوء لا يطلب من الحائض إذ هي ممنوعة من الصلاة، والطواف، ومس المصحف. ولكن ما دمت تتحفظين جيداً، وتأمنين من أن يصيب شيء من دم الحيض المكان الذي تجلسين فيه، فالأصل طهارة كل مكان جلست فيه، فعليك أن تمارسي حياتك بصورة طبيعية، ولا تعطلي أشغالك، ولا تلتفتي إلى هذه الوساوس وتلك الأوهام، ولا تحكمي على مكان جلست فيه، أو ثوب لبسته بأنه تنجس إلا إذا تحققت من أنه قد أصابه شيءٌ من أثر الحيض .