الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قتل الخطأ يلزم فيه أمران:
الأول: الكفارة، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم توجد فصيام شهرين قمريين متتابعين.
والثاني: الدية تدفع لورثة المقتول، وتتحملها العاقلة، وهم أقرباء المتسبب من جهة الأب.
فإذا كان ورثة الميت قد عفوا عن حقهم في الدية، وكانوا رشداء بالغين فقد سقطت عنك، وبقيت عليك الكفارة وهي حق الله تعالى فلا يسقط بسقوط الدية، والكفارة متعينة بصيام شهرين متتابعين لعدم وجود الرقبة.
وانظر للمزيد من الفائدة والتفصيل الفتاوى التالية أرقامها: 5914، 116468، 94653.
وأما تتابع الصيام فواجب- كما نص عليه القرآن الكريم- ولكن الأمور القاهرة لا تقطعه، وكذلك صوم شهر رمضان لا يقطعه عند الحنابلة وهو ما نرجحه كما بينا في الفتوى رقم: 94653. ولذلك فإن بإمكانك أن تبدأ الصوم قبل رمضان وتكمل ما بقي عليك بعد يوم الفطر مباشرة كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 54658 . كما أن بإمكانك أن تؤخر صيام الكفارة إلى ما بعد رمضان خروجا من الخلاف؛ لأن كفارة قتل الخطأ وجوبها على التراخي كما سبق بيانه في الفتاوى المشار إليها.
والله أعلم .