الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي السائل أن النية شأنها يسير والحمد لله، إذ هي مجرد قصد الفعل، فإذا قمت إلى الصلاة وعلمت أنك ستصلي الظهر مثلا، فقد حصلت النية، ولا يحتاج استحضارها إلى العناء الذي أنت فيه، فمعرفتك بالصلاة التي تريد أن تصليها هي النية .
قال شيخ الإسلام في الاختيارات الفقهية: النية تتبع العلم فمن علم ما يريد فعله قصده ضرورة. اهـ. ولو غابت عنك نية الظهر مثلا، ولكنك تعلم أنك ستصلي فريضة الوقت فقد حصلت النية أيضا في قول كثير من الفقهاء كما بيناه في الفتوى رقم: 124860 . والذي نوصيك به بعد تقوى الله تعالى هو عدم الالتفات إلى الوسوسة، فإذا قمت إلى الصلاة فكبر ولا تلتفت إلى الوسوسة بعد ذلك وامض في صلاتك إلى أن تتمها , وإذا أردت الوضوء للصلاة فابدأ بغسل يديك فورا ولا تلتفت إلى الوسوسة بعد ذلك , وهكذا كل عبادة تريد فعلها فاشرع فيها ولا تفكر في شيء سواها , ويجب عليك قضاء الصلوات التي تركتها مع التوبة إلى الله تعالى , ولا يجب عليك الغسل ولا النطق بالشهادتين , وانظر الفتوى رقم: 3086 عن الوسواس القهري : ماهيته – علاجه , والفتويين: 67031 ،123898.
والله أعلم.