الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار في السنة الأولى من الهجرة، وذلك عند ما قدم إلى المدينة المنورة، ليذهب عن أصحابه وحشة الغربة، ويستأنسوا من مفارقة الأهل والعشيرة، ويشد بعضهم أزر بعض، وبعقد هذه المؤاخاة أزاح كل ما كان بينهم من حزازات في الجاهلية، وما كانوا عليه من نزاعات قبلية جائرة، واستطاع بفضلها إيجاد وحدة إسلامية شاملة.
ومما يترتب على هذه المؤاخاة من الأحكام الفقهية أنهم كانوا يتوارثون بها إلى حين وقعة بدر، فلما أنزل الله عز وجل: وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ {الأنفال : 75 }. ردّ التوارث إلى الرحم دون عقد الأخوة.
والله أعلم.