الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالوسواس من شر الأدواء التي متى تسلطت على العبد أفسدت عليه دينه ودنياه، والذي يتعين عليك للتخلص من هذا الداء الدوي أن تعرضي عن الوسواس جملة، فلا تلتفتي إلى الوساوس ولا تعيريها أي اهتمام، وقولك إنك حاولت فلم تستطيعي غير مسلم، فإن الله تعالى وعد من جاهد نفسه فيه أن يوفقه ويعينه. قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ. {العنكبوت:69}.
وقد نجح كثيرون بفضل الله في التغلب على الوسوسة حين نصحناهم بهذا، ونسأل الله أن يعينك على التغلب على الوسواس، واعلمي أن هذا الداء ينبت على أشكال متعددة وصور مختلفة حتى يؤدي ببعض الناس إلى ترك العبادة بالكلية والعياذ بالله، فعليك أن تبادري بالاستجابة للنصح فتتركي الوساوس وتطرحيها وراء ظهرك، وانظري الفتوى رقم: 51601.
فإذا شككت في عدد الركعات فأعرضي عن الشك وابني على الأكثر، وإذا شككت هل قرأت الفاتحة أو لا فابني على أنك قرأتها، وإذا شككت في غسل عضو من أعضاء الوضوء فأقنعي نفسك بأنك غسلته، وإذا شككت هل خرج منك ما يوجب الغسل أو لا، فالأصل أنه لم يخرج، ولا يلزمك الغسل حتى تتيقني بخروج المني، وليس من شرط ذلك ملامسة المني للملابس، بل إذا تحققت من خروجه وجب الغسل، وإن كان الأمر مجرد شك فأعرضي عنه ولا تلتفتي إليه، والظاهر أن هذه الإفرازات التي ترينها هي المعروفة عند العلماء برطوبات الفرج، وليست بالمني الموجب للغسل، وهذه الإفرازات طاهرة لكنها ناقضة للوضوء، وإذا كان نزولها مستمرا بحيث لا يتوقف وقتا يتسع لفعل الطهارة والصلاة، فالواجب أن تتوضأ المرأة لكل صلاة، وحكمها حكم المستحاضة وصاحب السلس. وإذا كانت تنقطع خلال وقت الصلاة ما يتسع للطهارة والصلاة فانتظري انقطاعها وتطهري وصلي .
وانظري لبيان أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة وحكم كل منها الفتوى رقم: 110928. فإذا توضأت وصليت فلا تقضي شيئا من هذه الصلوات، وهكذا فافعلي في شؤونك كلها حتى يرفع الله عنك هذا الداء بمنه وفضله.
والله أعلم.