الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دمت مصابة بالوسواس، فالذي ننصحك به أيتها الأخت الفاضلة هو أن تعرضي عن هذه الوساوس فلا تلتفتي إليها، بل ألقيها وراء ظهرك فإن استرسالك مع الوساوس من أعظم ما يجلب عليك الضرر في دينك ودنياك،وانظري الفتوى رقم: 51601.
فإذا شككت في خروج المني الموجب للغسل ولم يحصل لك اليقين الجازم بخروجه فلا تلتفتي إلى هذا الشك واعملي بالأصل وهو أنه لا يجب عليك الغسل، وبهذا تستريحين من هذا العناء، نسأل الله لك العافية وانظري الفتوى: 115041.
هذا والظاهر أن ما يخرج منك هو إفرازات عادية وليس بمني، فقد نص العلماء على أن مني المرأة رقيق أصفر يخرج بلذة ورائحته كرائحة طلع النخل، قال النووي في شرح صحيح مسلم: وأما مني المرأة فهو أصفر رقيق، وقد يبيض لفضل قوتها، وله خاصيتان يعرف بهما، إحداهما: أن رائحته كرائحة مني الرجل، والثانية: التلذذ بخروجه وفتورشهوتها عقب خروجه. انتهى.
ولمعرفة الفرق بين المني وغيره من الإفرازات كالمذي أو رطوبات الفرج، راجعي الفتويين: 13523، 45075، وأما هذه الإفرازات الكثيرة التي ذكرتها فهي المعروفة برطوبات الفرج وهي طاهرة على الراجح، ولكنها ناقضة للوضوء، وللمبتلاة بسلس هذه الإفرازات حكم المستحاضة وصاحب السلس فتتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي بوضوئها ذاك الفرض وما شاءت من النوافل ولمعرفة أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة وحكم كل منها راجعي الفتوى: 110928.
وبما بيناه لك تعلمين أنه لا غسل عليك حتى تتيقني خروج المني، وأما صيامك فصحيح بكل حال.
والله أعلم.