الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أيها السائل أن علاقتك بهذه الفتاة علاقة آثمة محرمة لا يخالف في هذا أحد وهي ذريعة قوية إلى الفساد والشر وطريق إلى الفتنة التي ظهرت أماراتها وبانت معالمها بتعلقك بتلك الفتاة بهذه الطريقة وإحساسك بمشاعر ـ تصفها أنت ـ بالحميمية تجاهها, وهذا ـ والعياذ بالله ـ من أكبر الشر والفساد، لأنه سبيل موصل إلى العشق، وإذا وصل الأمر إلى حد العشق فلا تسأل عن المفاسد والشرور المترتبة على ذلك, وقد بينا خطورة العشق في الفتوى رقم: 117632.
فبادرـ رحمك الله ـ بالتوبة إلى الله سبحانه من علاقتك بهذه الفتاة, واقطع كل صلة بينك وبينها، واعلم أن لا سبيل لك إلى الزواج منها وهي على حالها هذه، لأن المرأة المشركة يحرم الزواج منها ولا يستثنى من ذلك إلا نساء أهل الكتاب بشروط معينة يندر أن تنطبق على أحد منهن الآن, وقد ذكرت أن هذه الفتاة ملحدة لا دين لها ولذا، فإن الزواج منها محرم إجماعا.
واعلم أن استمرارك معها على هذه الحال ـ ولو بقصد دعوتها للإسلام ـ لا يجوز، لأنه مظنة الافتتان بها ولا يجوز أن تسعى لهداية غيرك بما يعود عليك بالشر والفساد, ولكن يمكنك أن تدل عليها بعض أهل الخير من أصحاب المراكز الإسلامية وهم يمارسون دورهم معها في دعوتها إلى الإسلام بطرقهم المشروعة.
فإن تابت ودخلت في الإسلام وأقلعت عن هذه العلاقات المحرمة الآثمة، فلا حرج عليك حينئذ في الزواج منها لأن الإسلام يجب ما قبله ويمحوه, وليس عليك حينئذ أن تفتش عن سريرتها، وهل دخلت في الإسلام رضا به واقتناعا؟ أم مجرد رغبة في الزواج منك؟ لأن هذا من السرائر التي توكل إلى علام الغيوب، أما البشر فليس لهم إلا الظاهر، ومعلوم أن المرء إذا تلفظ بالشهادتين عالما بمعناهما فقد دخل الإسلام وبقي عليه الالتزام بأحكامه.
والله أعلم.