الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الحال على ما ذكرت من تصرفات أم زوجك معك، فإنها تكون مخطئة في هذه التصرفات ولا شك، فإن الكذب والسخرية بالمسلمين وأخذ أشياء الغير دون إذنه كل ذلك حرام، بل كل تصرف يقصد به إيذاء المسلم دون وجه حق فإنه محرم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: يا معشر من أسلم بلسانه و لم يدخل الإيمان في قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه و لو في جوف رحله. رواه الترمذي وصححه الألباني.
والذي نوصيك به هو الصبرعليها وعلى أذاها، واعلمي أن في ذلك خيراعظيما لك في الدين والدنيا، ولعل الله سبحانه يدفع عنك بسبب هذا الصبر كثيرا من البلايا في نفسك ومالك وولدك، فإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء ومواطن العطب والهلكة.
فإن ضاق صدرك بذلك ولم تطيقي صبرا، فلا حرج عليك في أن تصارحي زوجك بمثل هذه التصرفات، ولكن برفق ولين، واحذري أن تجرحي أمه أو تنتقصيها أمامه، ولاحرج عليك بعد ذلك أن تقللي علاقتك بها بالقدرالذي يدفع عنك أذاها وضررها، مع الإبقاء على الحد المطلوب من الصلة.
والله أعلم.