الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عاطفة الأب والجد تجاه ابنته وحفيدته عاطفة قوية جياشة ولا تنتهي هذه العلاقة بزواج البنت أوالحفيدة ولذا، فإن من حق الأب أن يسأل ابنته عن أحوالها ليطمئن عليها, وقد جاء في الحديث المتفق عليه: أن إبراهيم عليه السلام عندما جاء إلى بيت ابنه إسماعيل بعدما تزوج إسماعيل فلم يجده فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا, ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت: نحن بشر نحن في ضيق وشدة وشكت إليه قال: فإذا جاء زوجك اقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه.
فهذا نبي الله ـ الخليل إبراهيم ـ يسأل زوجة ابنه عن حالها، فلا ينكر حينئذ أن يسأل الأب ابنته عن حالها.
ولكن لا ينبغي للأب أن يستفسر عن تفاصبل الحياة وكم يدفع لها الزوج؟ وكم ينفق عليها؟ فليس هذا من مكارم الأخلاق وربما أدى إلى فساد الأمور بينه وبين صهره.
وأيضا، فإن من حق هذا الرجل أن يطمئن على أمور حفيدته وأحوالها، ولكن بأسلوب حكيم بحيث لا يؤدي هذا إلى فساد الأمور ولا إلى إساءة الظنون وينبغي لك أنت أن تقدرهذا وأن تأخذه على محمل حسن.
أما إفشاء الزوجة لأسرار زوجها عند أهلها وإخوتها فهذا لا يجوز، لأنها مؤتمنة على بيت زوجها وأسراره وإفشاء السر خيانة، قال صاحب الإنصاف: قال في أسباب الهداية: يحرم إفشاء السر.
وقال في الرعاية: يحرم إفشاء السر المضر. انتهى .
وقال الماوردي: إظهار الرجل سرغيره أقبح من إظهار سر نفسه، لأنه يبوء بإحدى وصمتين: الخيانة ـ إن كان مؤتمناـ والنميمة إن كان مستخبرا. انتهى.
ولكننا ننبه على أنه لا يجوز لك أن تسيء الظن بزوجتك ولا أن تتبع خطوات الشيطان في إغرائك بها, بل عليك أن تحسن بها الظن فما دام أنها قد أنكرت إفشاء السر فالأصل في كلامها الصدق, إلا إذا ثبت لديك كذبها فحينئذ لك أن تواجهها بما تعلم وتنصحها بحرمة إفشاء السر وحرمة الكذب .
والله أعلم.