الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالدعوة إلى الإسلام من أفضل الأعمال التي يحبها الله ويثيب عليها بأعظم الأجور، فعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم. متفق عليه.
والداعي إلى الله لا بد أن يكون على علم بما يدعو إليه وحكمة في أساليب دعوته، قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {يوسف:108}.
ومن الحكمة في الدعوة أن يتدرج الداعي مع المدعو ويراعي الأولويات فيبدأ بالأهم فالمهم، فعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال: إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموالهم. صحيح مسلم.
قال ابن حجر: وكان النبي صلى الله عليه وسلم أول ما يشترط بعد التوحيد إقامة الصلاة، لأنها رأس العبادات البدنية ثم أداء الزكاة، لأنها رأس العبادات المالية، ثم يعلم كل قوم ما حاجتهم إليه أمس. فتح الباري.
ويجوز للداعي أن يسكت عن بعض المنكرات التي يفعلها المدعو حتى يتهيأ الوقت المناسب للنهي عنها، لكن لا يجوز أن يتنازل الداعي عن شيء من الإسلام أو يغير حكماً من الأحكام، وإنما يراعى التدرج والرفق بالمدعو دون تحريف للشرع، فعليك بالاهتمام بدعوة تلك المرأة إلى الإيمان والتوحيد قبل الدخول معها في جدال حول بعض الأحكام الفرعية، وعليك أن تستعيني ببعض النساء من أهل العلم والصلاح.
واعلمي أن من أعظم وسائل الدعوة الاستعانة بالله والإحسان إلى المدعو والإلحاح في الدعاء له مع عدم تعجل النتيجة، ولمعرفة القواعد المفيدة في الدعوة إلى الله تعالى راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 21186، 7583، 19218.
وفيما يخص سفر المرأة بغير محرم راجعي في الفتوى رقم: 6219.
وفيما يخص الحجاب راجعي الفتوى رقم: 112150.
والله أعلم.