الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالآجال بيد الله وحده ولا يعلم أحد بساعة موت نفسه فضلاً عن غيره فهذا مما استأثر الله به، وكلام الأطباء في ذلك مبني على الظن القائم على التجربة وعلى المعطيات التي بين أيديهم، ومع هذا فكم من مريض أخبر الأطباء أنه لا يعيش وجزموا بذلك ثم تخلفت ظنونهم وكتبت له العافية والشفاء، وعليه.. فلا ينبغي أن تجزم بوقوع ما يتوقعه الأطباء، ولا يجوز لك أن تيئس خالك من حياته ولا أن تمنع باقي أخوالك من إقراضه المال فهذا من منع الخير وحجب الإحسان عنه.
وأما إخباره هو بحقيقة مرضه، فإن خفت أن تتأثر نفسيته بذلك أو يزيد مرضه فلا يجوز لك إخباره به ولا تأثم بذلك، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 64983.
واعلم أن الرسول الكريم قد ندب إلى تبشير الناس وإدخال السرور عليهم ونهى عن التنفير، فقال فيما رواه البخاري: يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا.
وفي الحديث: إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل، فإن ذلك لا يرد شيئاً، وهو يطيب المريض. رواه الترمذي وقال: غريب.
والحديث فيه ضعف، إلا أنه صحيح المعنى.
وما ترغب فيه من تحفيز خالك على الاستعداد للموت يتحقق بغير هذا من النصيحة الطيبة وتذكيره بالله والدار الآخرة وأمر الرسول الكريم بالوصية لعموم الناس الصحيح منهم والسقيم، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 116200.
مع التنبيه على أن كل ما يملكه خالك هذا المريض، فإنه ملك له وله أن ينفقه كله على علاجه ولا يتعلق حق الورثة به إلا بعد موته، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 51030.
والله أعلم.