الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأمراض من جملة المصائب التي تصيب الإنسان، وللمصائب أسباب ومن أسبابها: الذنوب كما سبق بيانه في الفتاوى ذاوت الأرقام التالية: 36842 ، 51394 ، 49228 . قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ. {الشورى: 30}.
وقد تكون لتكفير الخطايا ومحو السيئات، وقد تكون لرفع الدرجات وزيادة الحسنات، وقد تكون لتمحيص المؤمنين وتمييزهم عن المنافقين، كما سبق بيانه في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 27048 ، 44779 ، 27585 .
وقد تكون أيضا بسبب ظلم بني آدم وبغي بعضهم على بعض، ومن ذلك أن المرض بل الموت قد يكون بسبب العين والحسد، كما سبق بيانه الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 19475 ، 30851 ، 16755 ، 17587.
وعلى أية حال فالأمر سواء إذا حلت المصائب، سواء أكانت بسبب ذنوب العباد، أو كانت بأسباب بشرية كالحسد والعين ونحو ذلك، أو كانت دون هذه الأسباب.
فلا بد من الصبر وعدم الجزع والتشكي، مع حسن التوكل على الله، وصدق اللجوء إليه والاستعانة به، وكثرة الدعاء والذكر وتلاوة القرآن.
وسواء علم الشخص أن ما به من الأمراض من العين أو من غيرها فإنه يطلب له دواء، وما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء.
ولا مانع من الجمع بين العلاج بالرقية الشرعية والدعاء والأذكار والتلاوة وغير ذلك مما ذكر، وبين طلب الطب والدواء عند أهل الاختصاص.
وراجعي في أمراض المصاب بالعين الفتويين: 7967، 7972.
والله أعلم.